حرص الإسلام على الستر والعفو في قضايا الحدود
موقع القرضاوي
آخر تحديث:00:00 (مكة) الخميس 18 صفر 1422هـ -2001/05/10م
ثالثاً:
أود أن ألفت النظر هنا إلى حقيقة مهمة في أمر الحدود، وهو: أن الإسلام لا
يركض وراء إقامة الحد، ولا يتشوف إلى تنفيذ العقوبة، فيمن اقترف ما
يستحقها، ولا يضع أجهزة للتصنت على العصاة، أو ينصب لهم (كاميرات) خفية
تصورهم حين ارتكاب جرائمهم، ولا يسلط الشرطة الجنائية أو (المباحثية) تتجسس
على الناس المخالفين للشرع حتى تقبض عليهم متلبسين. بل نجد توجيهات
الإسلام هنا حاسمة كل الحسم في صيانة حرمات الناس الخاصة، وتحريم التجسس
عليهم، وتتبع عوراتهم، لا من قبل الأفراد، ولا من قبل السلطات الحاكمة. روى
الحاكم عن عبد الرحمن بن عوف: أنه حرس ليلة مع عر بالمدينة، فبينما هم
يمشون شب لهم سراج في بيت، فانطلقوا يؤمونه ( أي يقصدونه ) حتى إذا دنوا
منه، إذا باب مجاف ( أي مغلق ) على قوم، لهم فيه أصوات مرتفعة، فقال عمر -
وأخذ بيد عبد لرحمن-: أتدري بيت من هذا؟ قال: لا، قال: هذا بيت ربيعة بن
أمية بن خلف، وهم الآن شرب ( أي يشربون الخمر ) فما ترى؟ قال عبد الرحمن:
أرى أنا قد أتينا ما نهى الله عنه: نهانا الله عز وجل، فقال: ( ولا تجسسوا)
، فقد تحسسنا ! فانصرف عمر عنهم وتركهم ).
Tiada ulasan:
Catat Ulasan